كان تقديم طعام جيد أمراً ضرورياً ليظل الناس سعداء.

وكان المطبخ لا يتوقف عن إعداد أو تقديم وجبات الطعام نظراً لاستمرار العمل في المخبأ على مدار 24 ساعة. وها هو جون بوبليكوفر، الذي عمل في المطبخ من عام 1966 إلى عام 1976، يتحدث عن مواعيد العمل فيقول:

"... نظراً للعمل بنظام الورديات، حينما أتيت إلى هنا لأول مرة كنا نقدم الطعام على مدار 24 ساعة في اليوم. فكنا نقدم وجبة الإفطار، تليها استراحة لشرب القهوة في الساعة العاشرة صباحاً، ثم الغداء، ثم استراحة في الساعة الثالثة، ثم يأتي العشاء، ثم غداء في الساعة التاسعة، ثم وجبة في الساعة الثانية عشرة، وجبة كاملة، ثم غداء في الساعة الثالثة صباحاً، ثم وجبة الإفطار مرة أخرى. فكانت لدينا وجبة كل ثلاث أو أربع ساعات."

كانت المواد الغذائية الطازجة تأتي في يوم الاثنين من كل أسبوع من قاعدة أبلاندس العسكرية بمدينة أوتاوا، وكانت تكفي لإطعام 150 شخصاً لمدة سبعة أيام. ولكن كان من المقرر إمداد المطبخ، خلال فترة الإغلاق، بما يكفي من الطعام الطازج لإطعام 500 شخص لمدة أسبوع قبل التحول إلى الحصص الغذائية المعروفة باسم حزم الوجبات الفردية أو حقائب الوجبات البديلة التي تشبه حصص الإعاشة التي يحصل عليها الجنود في الميدان.

كان المطبخ يحتوي على صندوق تجميد فسيح، وثلاجة، ومُبرِّد. وكان هناك مصعد صغير يربط المطبخ بأماكن تخزين أخرى في الطابق الأسفل.

كانت غرفة الطعام الفسيحة تستوعب في المرة الواحدة ما يتراوح من 150 إلى 200 شخص، وكان كثير منهم مُمتنّاً لخيارات الطعام الطازج المتاحة لهم. فها هي جانيت بوديكومب، التي كانت تعمل على آلة البرقيات، تقول:

"كان أفضل مطعم جنود أكلت فيه على الإطلاق. وكان الطعام لذيذاً دائماً، وساخناً دائماً، وإذا لم يعجبك ما هو موجود في قائمة الطعام، كانوا يُعدِّون لك شيئًا آخر. آه، أعتقد أن الكثيرين لم يكونوا يستطيعون مقاومة الوجبات هنا، لقد كان أفضل مطعم جنود أكلت فيه على الإطلاق."

كان معسكر الكارب عملية عسكرية تتدرَّج فيها السُّلطة بتسلسل مُحدَّد. وكانت هناك غرفة صغيرة على يمين مكان تقديم الطعام مخصصة لضباط الصف، وغرفة مغلقة بجوارها لكبار الضباط. وباستثناء ضباط الصف وكبار الضباط، كان الجميع يتناولون الطعام في القاعة الرئيسية.

ابحث عن الصورة الجدارية الكبيرة الموجودة في قاعة الطعام. على الرغم من أن تلك الصورة وُضِعت بغرض خلق شعور بالرحابة والاتِّساع، فمن المستحيل ألا نتخيل الرجال والنساء وهم يحدقون فيها في أثناء حرب نووية. وكانت قاعدة "لا للعائلات" تعني أنه من المحتمل أن يلقى أحباؤك حتفهم وأنت هنا تعمل من أجل استمرار الحكومة. لكن هذا المشهد الجبلي الجميل كان يمكن أن يكون أيضاً بمثابة تذكير بما كنت تعمل من أجل حمايته، في كارثة مرسومة في الخيال ولم تحدث قط، وتذكير بمئات من الرجال والنساء الذين خدموا هنا على مدار 32 عاماً.

اختر المسار الصوتي الأخير لتسمع كيف انتهت الحرب الباردة نهاية سلمية.

[chime]